رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 363 - الجزء 1

  والنفسانية وجب عليه مجاهدتها مستطاعة بالعلاجات النافعة التي تقدم ذكرها في الرياء وأما لو ترك كل عمل خشية الرياء ما تم عمل ولا كان والاستعانة بالله تعالى وهو حسبنا وكفى.

فصل

  ومما يحمد من الخصال (الاقلال من النوم) وهذا هو الخلق الحادي عشر من الثمانية عشر.

  اعلم أيها المطلع ان (النوم احدى الموتتين) والدليل على ذلك قوله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}⁣[الزمر: ٤٢] ومن دعاء النبي ÷ عند النوم «بإسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه أن أمسكت نفسي فأغفر لها وأن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» ومن دعائه أيضاً «اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها ان احييتها فأحفظها وان أمتها فأغفر لها اللهم أني أسألك العافية» قيل اجمع العلماء والحكماء ان كثرة النوم من كثرة الشرب وكثرة الشرب من كثرة الأكل فينبغي للعاقل أن يتجنب الكثرة في الأكل لما يترتب عليه فإن كثرة النوم مذمومة (وهو تضييع للعمر وتفويت للحياة التي هي مزرعة الآخرة) ومتجر الأعمال الربيحة النفيسة التي كل نفيس في الدنيا بالنسبة اليها لا شيء اذا الأعمال المقبولة للبقاء تورث النعيم الدائم في أعلى درجات الفردوس ونفائس الدنيا فانية في