فصل
  انه قال: «من زهد في الدنيا ادخل الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وعرفه داء الدنيا ودوائها وأخرجه منها سالماً الى دار السلام».
فصل
  في بيان علامات الزهد وهي ثلاث: الأولى أن لا يفرح بموجود ولا يحزن على مفقود كما قال تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد: ٢٣] فلا ينبغي للزاهد إلا ضد ذلك وهو أن يحزن بوجود المال ويفرح بفقده فهذه علامة الزهد في المال العلامة الثانية: أن يستوي عنده مادحه وذاته وهذه علامة الزهد في الجاه فمن شغل بربه شغل عن نفسه وهذا مقام العارفين.
  العلامة الثالثة: ان يكون أنسه بالله تعالى والغالب على قلبه حلاوة العبادة والطاعة لله تعالى إذ لا يخلو لقلب عن حلاوة المحبة إما محبة الدنيا وإما محبة الله تعالى فهما في القلب كالماء والهواء في القدح لا يجتمعان أبدأ ولك من أنس بالله اشتغل به دون غيره ولذا أن غاية الزهد الانس بالله تعالى فعند ذلك يستوي الغني والفقر والعز والذل والمدح والذم لأجل الانس بالله ﷻ ولذا قيل: «جعل الله تعالى الشر كله في بيت ومفتاحه حب الدنيا وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد، قال الله