رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 375 - الجزء 1

  ورع المتقين.

  الرابعة ترك ما لا يخاف ان يؤذي ولكنه يتناول لغير الله ولغير التقوى فيشغل الوقت ان يكون في رضا الله خاصة وهذا ورع الصديقين.

فصل

  والثالث عشر من الاخلاق الثمانية عشر قوله # (اللجا الى الله) وحقيقته وحده (هو اعتقاد العبد أن لا حول له عن المعصية ولا قوة له على الطاعة إلا بالله العلي العظيم) وكل خير لا يبلغه إلا (بعنايته) أي بعناية الله تعالى وكل توفيق لا يكون إلا بتوفيقه (وهدايته فيطلب) العبد (ذلك) أي الاعانة والعناية والهداية (منه) أي من الله (بقلبه ولسانه وفي جميع) أحواله و (أزمانه) بحيث لا يفتر عن طلب ربه لذلك في حين من أحيانه (ولا يثق بنفسه ولا بغيره طرفة عين) ولا أقل منها (لكن بالله) فليكن وثوق العبد الصادق (وليفوض أمره اليه وليتوكل) في كل حال (عليه) فإنه نعم المولى ونعم النصير لعبده على جميع مهمات الدين (و كذلك في أمور دنياه من رزقه وأعانته وكلاءته وحمايته) قال الله لرسوله ÷ في كتابه الكريم {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}⁣[الأعراف: ١٨٨] فكيف بعد هذه الآية يظن ظان أنه يملك لنفسه شيئاً (وقد ورد بذلك القرآن العظيم نحو قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}⁣[غافر: ٤٤] وقوله تعالى {وَقَالُوا حَسْبُنَا