رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 249 - الجزء 1

  وهي الاحسان الى من أساء اليه بذم أو نحوه فلا يمنعه العجز عن الترقي الى الدرجة الوسطى وهي العفو من حيث أن ترتيبها في الآية فوق كظم الغيظ ودون الاحسان ولعله مراده هنا.

  ويكون مراده بالوسطى هنا من التوسط بين الشيئين لا من الوسط الخيار والله أعلم.

  وقد تقدم شيء مما ورد في العفو وكفى بقول الله تعالى {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}⁣[الشورى: ٤٠] والحديث الوارد عن الحسين #: اذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد حيث ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فيقوم مناد من له على الله أجر ويد عنده فليقم فلا يقوم الا من عفا. وفي رواية أنس: اذا وقف العباد نادى مناد ليقم من له أجر على الله فليدخل الجنة قيل من ذا الذي أجره على الله قال: العافون عن الناس.

  قال: فقام كذا وكذا الفا فدخلوها بغير حساب ومن المعلوم أن من أحسن وأعظم أجراً ممن عفا؟

فصل

  ومن الخلائق المذمومة (الجبن وهو نوع خاص من جنس محبة الدنيا لان الحامل عليه الاخلاد اليها) ومحبة البقاء فيها (وعدم السمحان⁣(⁣١) بها وأفرد بالذكر لما تقدم) وهو مسيس


(١) سمح بكدا يسمح بفتحتين سموحا وسماحاً وسماحة جاد واعطاء أو وافق على ما لا بد منه. انتهى مصباح.