فصل
فصل
  ومن المهلكات التي حرمها الله جل وعلا (الحسد وهو كراهة وصول النعم أو بقائها للغير لا لوجه يقتضي عداوة أو غيرها) فهذه حقيقة الحسد وماهيته والعلة فيه محبة زوال النعمة عن صاحبها (ومن ذلك الحسد على ارتفاع شأن الغير أو حسن الثناء عليه فإنه من النعم وهو محرم شرعاً) بخلاف الغبطه وهي أن لا تحب زوال تلك النعمة ولا تكره وجودها ودوامها على الغير ولكنك تشتهي لنفسك مثلها فلا يكون هذا حسداً لما روي عن النبي ÷ أنه قال «المؤمن يغبط والمنافق يحسد» والعلة عدم محبة زوال تلك النعمة عن الغير بخلاف ما اذا كانت لكافر أو فاسق يستعين بها على افساد الدين فلا عليك ان احببت زوالها لأزالة ذلك الافساد أما الأول فهو محرم شرعاً والأدلة عليه من الكتاب والسنة وسيأتي (بالاجماع وبالنص كقوله ÷ «إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو العشب» رواه رزين) وفي المنذري رواه أبو داود والبيهقي ورواه ابن ماجه وغيره من حديث أنس أن رسول الله ÷ قال «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب والصدقة