فصل
  من جوامع الكلم، فعليك أيها المطلع بإصلاح نيتك في كل عمل تفوز ان شاء الله تعالى بالغاية القصوى(١) من رضوان الله تعالى.
فصل
  ومن مكايد الشيطان القوية التي تميل اليها النفوس المردية ترك الاعمال الصالحات خوفاً من ان يكون مرائياً وذلك غلط اذ لا يترك من العمل إلا ما كان الباعث له الرياء لا غير وأما غيره كأن يكون العمل الله تعالى فيعرض له في خلاله الرياء فما على العبد إلا مدافعته بجهده لا غير وقد قيل ترك العمل لأجل الرياء رياء لأنه اذا ترك العمل ليمدح بأنه غير مراء لا يبعثه لتركه إلا ذلك كان مرائياً واما لعدم الوقوف في مواقف التهمة فلا اذ العبرة هنا بالباعث فلا تعارض (ومن الرياء ان يوهم انه فعل فعلا ولم يفعله قاصد الحمد عليه) فإن هذا والعياذ بالله من أفحش الرياء وأخبثه لانضمام الكذب معه (وقد توعد الله على ذلك في قوله علت كلمته (وجلت {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا}[آل عمران: ١٨٨] الآية) {بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا
(١) يعني بالغاية التي اليها المنتهى وهي الجنة دار المتقين جعلني الله ووالدي واولادي والمؤمنين من أهلها آمين.