فصل
فصل
  في (الصبر) وهو الخامس من الاخلاق الثمانية عشر و (هو من خصال الايمان وأجلها وأنفسها وهو قسيم الشكر لقوله ÷ «الايمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر» وشهدت بذلك الاخبار والآثار وهما من أصول الايمان فالشكر من جهة الأوامر والصبر من جهة المناهي، واعلم أن ماهية الصبر مخالفة الهوى والميل عن الشهوات الدنيوية، والمراد بالصبر العمل بمقتضى اليقين لان اليقين يعرفه أن المعصية ضارة للطاعة غير نافعة ولا يمكن ترك المعصية والمواظبة على الطاعة الا بالصبر وهو أيضا استعمال باعث الدين في قهر باعث الهوى والكسل وهو ينقسم الى أربعة أقسام الأول فرض وهو عن المحظورات وعلى أداء الواجبات الثاني نقل وهو عن المكروهات وعلى فعل المندوبات والثالث المكروه وهو على الاذى من جهة مكروهة شرعاً الرابع المحظور وهو على الاذى المحظور كمن يقطع يده أو يد ولده أو يقتله وهو يصبر على ذلك فان هذا محظور.
  وفضائل الصبرمصهورةكتاباًوسنة واثار (وكفى بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ١٥٣}[البقرة] وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}[السجدة: ٢٤] وقال عزقائلا {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا}[الأعراف: ١٣٧] وقد وصف الله الصابرين بأوصاف