فصل
  الحاجة الى التحرز عنه لوجوبه وحقيقته وحده (وهو البخل بالنفس ولا شك في تحريمه حيث يجب بذلها في طلب عدو مدافعته لقوله تعالى {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}[الأنفال: ١٦] وقوله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}[البقرة: ٢١٦] ونحو ذلك من أدلة الجهاد و (ما جاء في الكتاب والسنة من أدلة وجوبه وتحريم الجبن معروفة مقررة في مواضعها) من ذلك قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[البقرة: ١٩٠] وتحريم الجبن معروفة مقررة في مواضعها من ذلك قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}[البقرة: ١٩٠] وقوله {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}[البقرة: ١٩١] الآيات وقوله عز قائلاً {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٤١}[التوبة] وقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ}[التوبة: ٢٤] وكم وكم من آية وخبر في الجهاد في سبيل الله. ومن السنة قال في الشفاء خبر وقول النبي ÷ «الجهاد واجب عليكم مع كل أمير بر وفاجر» دل على ذلك وجوب الجهاد وهو معلوم من الدين ضرورة ودل أنه فرض كفاية قوله عز من قائل {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}[النساء: ٩٥] الآية. وخبر وعن أبي سعيد الخدري ¥ أن رسول الله ÷ بعث الى بني لحيان وقال «يخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعدين أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج»