رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 336 - الجزء 1

  لمناجاة ربه والعبد مفتقر الى مولاه في كل حال وفي كل طرفة ولحظة) وأي افتقار أعظم من افتقار العبد الضعيف العاجز الى ربه القوي القادر على كل شيء فانه لا يزال مضطرا الى التوسل اليه بالاذكار والدعاء والتذلل والخضوع بانواع العبادات من الصلوات والصوم والحج ونحو ذلك فانه لا يليق به الا أن يكون في كل حال طاهراً باطناً وظاهراً قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}⁣[البقرة] وهذا دليل على محبة الله تعالى للمتطهر باطنا وظاهراً لأن التوبة هي تطهير الباطن والتطهر هنا عام مع طهارة الظاهر لا تنفع الا مع طهارة الباطن اذ هي عمدة لكل خير ونجاة من كل شر (وفي الحديث «ولن يحافظ على الوضوء الا المؤمن» رواه ابن ماجه والحاكم وفيه «الوضوء سلاح المؤمن») لانه مع الطهارة يكون أقرب الى ربه والى الملائكة (و) استجابة الدعاء والبعد عن ابليس وحزبه والعكس في عدم التطهر ولذا قال # (وفيه «من اصابته مصيبة وهو على غير وضوء فلا يلومن إلا نفسه») دل هذا على التحذير عن ترك التطهر والبقاء في النجاسات لان الوضوء في الاصل مشتق من الوضاءة وهي النظافة ومها أمكن الملازمة على الوضوء الشرعي افضل واجل اذ لا يبعد أن يكون هو المراد ولو في غير وقت الصلاة اذ من المعلوم ان حال المتوضيء افضل ولذا كان شرطاً في الصلاة ومن ما يدل على فضل الطهارة قوله تعالى فيه {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ١٠٨}⁣[التوبة] (والوضوء على الوضوء نور على نور وبمدوامة العبد على الطهارة) الباطنة والظاهرة.