فصل
  ÷ لما توفي رجل من الصحابة قالوا: ابشر بالجنة.
  قال رسول الله ÷: «أو لا تدرون لعله تكلم فيها لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه» وفي التصفية عن محمد بن كعب أن رسول الله ÷ قال: «أول من يدخل هذا الباب رجل من أهل الجنة فدخل عبد الله بن سلام» فقام اليه أناس من أصحاب رسول الله ÷ فأخبروه بذلك فقالوا له أخبرنا بأوثق عملك في غ نفسك مما ترجو به الخير فقال اني لضعيف العمل وإن أوثق ما أرجو الله به سلامة الصدر وترك ما لا يعنيني وقال أبو ذر: قال لي رسول الله ÷ «ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟ فقلت نعم. قال: هو الصمت(١) وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك» ذكر ذلك الامام المؤيد بالله في التصفية.
  وقيل للقمان الحكيم # ما حكمتك؟ قال: لا أسأل عما كفيت ولا اتكلف ما لا يعنيني (واعلم ان ما فعله الانسان ويهم به لا يخلو من احد خمسة أنواع) وهي
(١) قلت وفي الباب عن عبد الله ابن عمرو بن العاص عن رسول الله ÷ قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من عجر ما نهى الله عنه رواه الشيخان وعن ابن مسعود قال سألت رسول الله ÷ اي الأعمال افضل قال الصلوة على صفاتها قلت ثم ماذا يا رسول الله قال ان تسلم الناس من لسانك رواه الطبراني بأسناده صحيح وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله ÷ من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن له الجنة اخرجه النجاري والترمذي وعن ابن عمر ان سول الله ÷ قال من صمت تجارى الترمذي وقال حديث غريب والطبراني ورواته ثقات انتهى منذري.