المقدمة
المقدمة
  الحمد لله الذي اختار العترة النبوية لهداية الأنام، وملكهم الإمامة في الإسلام، ووكل إليهم حفظ الشرائع وتبيين الأحكام، وجعل منهم أئمة وخلفاء، وأتمنهم على دين جدهم المصطفى، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الشرفاء، فقاموا بالدين خير قيام، وجاهدوا كل منحرف غال من الطغاة الطغام، ورحضوا أدران الشرك والإلحاد، وطهروا البلاد من أهل الطغيان والفساد، ونقضوا شبه أهل الجهل والعناد، وقادوا الناس إلى الرشاد، وتمسكوا بنصوص السنة والكتاب، ولزموا طريق الحق والصواب، ما بين إمام سابق، أو مقتصد لاحق، فلله الحمد على ما مَنَّ به من معرفتهم، وهدى من اتباع طريقتهم.
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، لا تدركه أبصار الناظرين، ولا تحيط به وهوم المتوهمين، شهادة دليلها العقل، وشاهدها النقل.
  ونشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بشيراً ونذيراً، المنتخب من أطيب أرومة، وأكرم خؤولة وعمومة، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار المنتجبين الأبرار.
  وبعد:
  فإنه لما كثرت الأقوال، واشتد الخصام والجدال، وألفت المؤلفات والرسائل، ونشرت المقالات، وتتابعت المناقشات، في قضية تاريخية قديمة في حدوثها، جديدة في إثارتها، من أرباع المثقفين، وجهلة المتعلمين، الذين أُنَزِّه عن النطق بهم فمي، وأطهر عن تسطير أسمائهم قلمي، ممن يتحلى بالإنصاف، وهو من أهل الشقاق والخلاف، ويدعي البعد عن التعصب وهو في قيوده مترسب، ويزعم أنه يحارب التمذهب وهو في كل مذهب متذبذب، وينهى عن التقليد وهو هائم في الضلال البعيد، يتظاهر بالتألم لما يصيب المسلمين ليقضي غرضاً