القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

تقديم المولى العلامة الحجة محمد بن عبد العظيم مطهر حفظه الله

صفحة 9 - الجزء 1

  والحشود، وخفقت على رأسه الرايات والبنود، وارتجفت لهيبته الأعداء، من السلاطين والملوك الأشداء، وبلغت دعوته مشارق البلاد ومغاربها، واستوعبت حصونه شواهق الجبال، ومتعه الله سبحانه وزاده بسطة في العلم والجسم، حتى كان المؤسس الأول لتربية الخيل وإعدادها، وأنشأ فيها أشعاره البليغة، ومكنه الله بكل أسباب الجهاد، ولم يبق له عذر في تركهم.

  فإذا ترك الإمام جهادهم، وخلاهم وشانهم وداهنهم، يعيثون ويظهرون في الأرض الفساد، ويريقون الدماء، ويظهرون الدهماء، فكيف سيقف علماء أهل البيت والشيعة من الإمام، مع هذه السلبية، وقد بايعوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد أعداء الله حتى يفيئوا إلى أمر الله، فبماذا يتخلص من أهل مذهبه والعلماء المجاهدين معه، أبقلة الأنصار؟ فالعلماء وكافة أهل البيت والشيعة جنوده وأنصاره، أم بجبن؟ لا سمح الله، فبماذا يعتذر؟!.

  الأمر الثالث: ما فائدة الإمامة؟ وعلى ماذا بويع الإمام؟ وما هو الوجه الذي شرعت له الإمامة؟ أليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد البغاة والكفار حتى يفيئوا إلى أمر الله، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، وإنصاف المظلومين، وإذا أهمل الإمام جهاد المطرفية بطلت هذه الأمور بأجمعها، وبطلت الإمامة مع عدم العذر في الجهاد، وأنا لا أريد أن أطيل في الإستدلال على شرعية جهاد الطائفة المارقة المطرفية، فقد كفينا هذا فقد انعقد إجماع أهل الإجماع على كفر المطرفية وجهادهم، قولاً وفعلاً وتقريراً، ولأن موضوع هذه الرسالة المباركة هو الرد على المتعصبين مع المطرفية.

  وهذا ما تيسر لي على تبلبل البال، وكثرة الأشغال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.

  كتبه محمد بن عبد العظيم مطهر وفقه الله