علماء الشيعة مع المطرفية
  وهو الذي صنف جار الله له الكشاف - قد قدم كتاباً إلى المتوكل على الله أحمد بن سليمان @ يخبره بقدوم الشيخ وبالثناء عليه، وأن مَقدمه من خراسان، فوصل إلى الإمام إلى هجرة محنكة من بلاد خولان من مغارب صعدة ومعه كتب غريبة، وعلوم حسنة عجيبة، فسر به الإمام #، وتلقاه بالبشر والإتحاف) انتهى، وكان له يد طولى في الجدل مع المطرفية، والرد عليهم والتحذير منهم.
  قال القاضي العلامة أحمد بن سعد الدين المسوري في (الإجازات):
  هو الذي رد على الفرقة الغوية المطرفية بدعتهم، وأبان للناس كفرهم وشركهم وإصرهم، واجتمعوا إليه من سناع ووقش وغيرهما وحضر كلامه ألوف من الناس ما بين علوي وحسني وشهابي وصنعاني وهمداني وبوني، وحارثي وخولاني، واتضح للحاضرين أن الحق معه وتابوا على يديه ورجعوا، ثم استقامت طائفة وطائفة أخرى ارتدوا، وكان قبل ذلك قد رجع على يديه القاضي عبد الله بن حمزة بن أبي النجم بصعدة، والفقيه حسين بن حسن شبيب بتهامة، ورجع من أتباع الفقيه مقدار خمسمائة وصاروا زيدية بعد أن كانوا مطرفية. انتهى.
  وقد ذكر قصة رجوعهم على يدي البيهقي | القاضي العلامة عبد الله بن زيد العنسي في كتاب التمييز، في المعرفة الخامسة والأربعون، في الرد على المطرفية في قولهم بأن الأعراض لا تدرك، والألوان لا ترى، والأصوات لا تسمع، فحكى قصة العلامة البيهقي مع حسين التهامي، فقال:
  ويدل عليه: أنه لو كان الصوت لا يسمع، لوجب فيمن ابتدأ أخاه بالسلام أن لا يكون عليه ذنب إذا لم يرد السلام، ولا ملامة بين أهل الإسلام، وذلك محال، ويُبطل قول الله تعالى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[النساء: ٨٦]، وهذه الدلالة هي التي رجع بسببها خمسمائة من المطرفية في ساعة واحدة، وذلك أن الفقية الإمام العلامة