القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

علماء الشيعة مع المطرفية

صفحة 113 - الجزء 1

  صوت يسمع، فلا شك أن الذم والملامة تلحق من ترك رد السلام عليه المسلم.

  قال الفقيه الطاهر بن شبيب |: صدقت فعرض عليه مذهبه كله وأحضر أصحابه، فخرجوا عن مذهب المطرفية في ذلك المجلس وكان ذلك معدوداً من بركات الفقيه العالم البيهقي ¦، وبعد ذلك تاب من أهل وقش خلقٌ كثير من المطرفية على يديه بمدينة صنعاء، ثم ارتد أكثرهم بعد ذلك. انتهى.

  والبيهقي هذا أحد مشائخ الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، والقاضي العلامة جعفر بن أحمد بن عبد السلام وغيرهما.

  ١٥ - ومنهم القاضي العلامة الأجل إمام الشيعة، ومحيي الشريعة، أمير العصابة، وحافظ علوم العترة الطاهرة جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بن عبد السلام البهلولي، شيخ الزيدية ومتكلمها ومحدثها، كان من أعظم أنصار الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #، وعيون شيعته، وكان للقاضي جعفر مواقف عظيمة ضد المطرفية بشتى أنواع الوسائل، بالمجادلة والمناظرة، والرد والتحذير والتأليف والمحاربة بالقلم واللسان، وكان له الأثر البالغ في قلوب الناس لعظيم منزلته، وشهرته وارتفاع صيته، وعلو ذكره، وغزارة علمه، وإجماع الموالف والمخالف على فضله، واغتمت المطرفية منه غماً كثيراً، وخافوه خوفاً شديداً لا مزيد عليه، وكان خوفهم منه لأسباب:

  منها: أنه يستميل قلوب الناس عنهم.

  ومنها: أنه يبين للناس قبح أفعالهم ومساوئهم وفساد اعتقادهم. ومنها: أنه كان مطرفياً ثم رجع، فخوفهم منه أشد من خوفهم من غيره، وقد لقي القاضي جعفر من المطرفية أذى كثيراً، ومعارضة شديدة ومشاغلة واسعة، وإشاعات باطلة، وتكلموا فيه وحاولوا التعريض به وقالوا (هو باطني وابن باطني) لأن أباه كان عالم الباطنية وشاعرهم وخطيبهم، وطلب