القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المقدمة

صفحة 12 - الجزء 1

  ولله القائل:

  فالصبر شيمة أهل البيت إن ظلموا ... وهل يكون كريم غير مصطبر

  فعند ذلك تذكرت القصيدة العصماء، التي أنشأها سيد العلماء في عصره، والغرة الشادخة في أبناء دهره، الهادي بن إبراهيم بن علي الوزير، التي يتألم فيها لمصائب الآل، ويشكو ما يعانونه إلى الكبير المتعال، القصيدة التي تبكي لها القلوب دماً، والعيون دمعاً سجماً، ورحمة الله عليه فكأنه يخاطبنا ويشرح حال زماننا حيث يقول:

  أقاويل غي في الزمان نواجم ... وأوهام جهل بالضلال هواجم

  ومسترقٌ سمعاً لآل محمد ... فأين كرام بالنجوم رواجم

  ومستوقدٌ ناراً لحرب علومهم ... فأين البحار الزاخرات الخضارم

  ومجتهدٌ في ذَمِّ قوم أكارم ... فأين الأُباةُ السابقون الأكارم

  ومعترض فيهم بمخراق لاعب ... فأين السيوف الباترات الصوارم

  ومنتهش لحماً لهم وهو ثعلب ... فأين الأسود الخادرات الضراغم

  عسى نخوة تحمي على آل أحمد ... فقد ظهرت بغياً عليهم سخائم

  عسى غاضب لله فيهم بحكمه ... يحكم فيه الحق فالحقُّ حاكم

  عسى ناظر فيهم بعين بصيرة ... وحاك لما نصت عليه الملاحم

  عسى ناقم ثأراً لهم من عدوهم ... فذاك عدو بالمناقم ناقم

  عسى عارف ما قال فيهم أبوهم ... فقد جهلت تلك النصوص العظائم

  عسى سالم فيهم عداوة ناصب ... فقد منها سالم ومسالم

  عسى عادم حقداً عليهم بقلبه ... فقد قل منه اليوم من هو عادِمُ

  عسى صائم من لحم أولاد حيدر ... فما سائم في لحمهم وهو صائم