المقدمة
  وهل بلغت فضل السنام مناسم ... وهل أدركت شأو البحار الكظائم
  إلى آخر القصيدة العصماء، لله در منشئها ورحمة الله على قائلها، ولعمري لقد عاب العترة النبوية من ليس لهم في ديوان المتقين عنوان، وليس لهم في مجالس العلماء مكان.
  فعند ذلك رأيت أن السكوت منكر، والإقرار لهؤلاء على باطلهم من الإثم الذي لا يغفر، فقمت مستعيناً بالعلي الأكبر، لأجمع ما حصله الأئمة الراشدون، وكتبه العلماء العاملون، في هذه القضية التاريخية لأبين للمطلع الكريم أن القول ما قالت حذام، وأن الحق ما فعله الأئمة الأعلام.
  وليس ذلك بشيء حصلته، ولا علم استنتجته، ولا غائب أوجدته، بل متفرق جمعته، ومتشتت في الكتب أوردته، ليسهل على من أراد الحق انتواله، ويزيل الشك من أراد من نفسه زواله، وليتبين أن من ينسب نفسه إلى الأئمة بعيد عنهم مقاله، وسيء في جنابهم قوله وفعاله، وأنه ينسب إليهم من الأقوال ما كتبهم ومؤلفاتهم ناطقة بخلافه، ومكذبة لما أورده في أبحاثه، ولا غرو ولا عجب، فإن للضلال أعواناً، وللباطل إخواناً وأخداناً، فليحذر كل إنسان على عقيدته، وليتمسك بعترة الرسول ÷.
  وقد حاولت في هذا التعليق أن أتحرى الطرق المقنعة، وأرد الشبه الواردة، وأذكر ما فيه للمطلع إن شاء الله فائدة.
  وليس ذلك كما يعلم الله إرادة لفتح باب الجدال، وإثارة للخلاف، وإنما ذلك دفاع بالدليل لمن أراد سلوك سواء السبيل عن أهل البيت الأطهار $، وأسأل الله التوفيق إلى أقوم طريق، والتسديد إلى الحق الرشيد، والتثبيت على الصراط المستقيم إلى الموت، وأن يعصمني من الزيغ والزلل، ويوفقني لصالح الطاعة والعمل، مجانباً للبدع، مبتعداً عن الفعل الأشنع، إنه على ذلك قدير.