المقدمة
  ولما وصل المولى العلامة الحجة محمد بن عبد العظيم الحوثي إلى هذا الموضع، أضاف قائلاً:
  بل لم يزل من يحمل فكر المطرفية، لأن أصل مذهبم بغض أهل البيت وإنكار فضلهم، وهذه الشنشنة هوى النواصب، وقد تبنوها وانتحلوها ديناً لهم، وتشبهوا بالمطرفية، وبالتالي أبدوا فكر المطرفية، كتأييد النواصب لخلافة الشيخين. انتهى كلامه
  وأيضاً فإنك ترى كل من أتى ليتناول هذه القضية فإنما يتناولها من زاوية هوائية، وناحية عصبية، تشم منها روائح النزغات الشيطانية، والنزعات الجاهلية، وتظهر منها شناعة الألفاظ البذية، حيث يتهجمون ويسيؤن إلى الإمام المنصور بالله # في قتلهم وقتالهم.
  مع أن أقوال وعقائد المطرفية عندما يقرأها المسلم لا يتردد أن يطلق الكفر مباشرة وبدون أي تلجلج على من يعتقد تلك الأقوال.
  فالمنزهون للمطرفية بين خيارات لا مجال لهم منها، ولا محيص عنها:
  إما أن يكونوا لم يطلعوا ولم يقرؤوا من عقائدهم شيئاً، فهذا أمر خطير، حيث تجرأوا على أكل لحوم مسمومة، ومزقوا أعراضاً مصونة، بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير، وكان لا ينبغي لهم أن يقفوا في مثل هذا الموقف الصعب الخطير الذي تزل فيه الأقدام، إلا على تثبت وبرهان، وهم يزعمون أنهم مثقفون مطلعون مؤرخون.
  وإما أن يكونوا قرؤوها وعلموها واطلعوا عليها، ولكنهم أنكروا كونها عقائد المطرفية، ولم يصدقوا ما نقله وكتبه عنهم الأئمة والعلماء المعاصرون لهم، وحاولوا تبرئة وتنزيه المطرفية من تلك الأقوال، فنريد أن نعرف ما هو مستندهم في التبرئة والتنزيه، لأن الأئمة والعلماء الذين نقلوا تلك العقائد أصدق وأوثق وأثبت وأورع وأدين من أن ينقلوا ما ليس صحيحاً، أو يفتروا عليهم ما ليس واقعاً.
  فلماذا إذاً ألفت عشرات بل مئات المؤلفات في الرد عليهم؟