القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المقدمة

صفحة 16 - الجزء 1

  ولماذا أجمع المعاصرون لهم على ما كتب عنهم؟

  هل كان ذلك عبثاً؟ أم كان تظنناً؟ أم كان تلعباً بالدين؟ أم أنهم اتهموهم بما ليس فيهم؟.

  هذا ما لا يقبله عاقل، ولا يقول به عالم ولا جاهل، لأن تطابق الجم الغفير، واتفاق العدد الكثير، من أهل الفضل والعلم لا يقع على ما ليس صحيحاً.

  لأن أولئك الأئمة والعلماء لم يكن بينهم وبين المطرفية ما يدعوا إلى الكذب والإفتراء على المطرفية، وليس لهم مصلحة تدفعهم إلى ذلك، إلا الدفاع عن الدين، وتبيين الحق والرد على المبطلين.

  وإما أن يكونوا قد حبذوا تلك الأقوال وراجت في سوقهم، ونفقت عندهم، واعتنقوها، وهذا أمر لا أعتقد أنهم قد فعلوه، ولن يرضوا بأن يسموا مطرفية، ولو نسب إليهم أحد تلك الأقوال لسارعوا إلى ردها والتبرئ منها ورفضها.

  أضاف المولى العلامة الحجة محمد بن عبد العظيم ما لفظه:

  بل هو رأيهم ونحلتهم وإن لم يتسموا بالمطرفية، وبعضهم قد رضي بهذا الاسم، ألا ترى أن المطرفية تنكر فضل أهل البيت، وتقول بوجوب التسوية على الله بين خلقه، وهذا ديدن نواصب عصرنا، وهو سرّ عصبيتهم مع المطرفية. انتهى كلامه.

  فإن كانوا قد اعتنقوا تلك الأقوال ودانوا بتلك العقائد فسيقيظ الله لدينه من ينصره، ولهذه الفرقة من يبيدها كما قيظ للمطرفية الأوائل أئمة الهدى.

  وفي هذه الفترة الأخيرة ظهر على شاشات التلفزيون من ليس لهم في الأمر عير ولا نفير، يلبسون ثياباً كثيراً ما لبسها أمثالهم، وتقمصها نظراؤهم، وتسربلها معلموهم، ويرددون ألفاظاً يتبادلونها بينهم، لا يستطيعون أن يزيدوا عليها ولا ينقصوا منها، ينكرون المعلوم ويقبلون المجهول، وهدفهم في ذلك هو الإساءة والتشويه على أئمة العترة، ليشبعوا رغباتهم، ويشفوا