القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المقدمة

صفحة 17 - الجزء 1

  غليل صدورهم، ويوقدوا نيران عداوتهم، وهم مستأجرون على ما به ينطقون.

  ولكن مما يهون الأسى، ويخفف الألم أن من يقومون بتلك الأمور، لا يزدادون بها من الله إلا بعداً، ولا بين الناس إلا تنقصاً واستهزاء، وليسوا بأكفاء للإمام المنصور بالله # حتى ينتقدوا عليه أو يخطؤه، بل إنهم لو صوبوه لما ألقي إلى تصويبهم بال، ولا رفع إليه رأس أصلاً.

  لأنهم في الوقت الذي ينقمون على الإمام المنصور بالله # ما فعله ضد المطرفية، يقرون ويأيدون أبشع صور الظلم، وأقبح الإنتهاكات الإنسانية، وأفظع وأوحش بكثير وكثير وكثير مما فعله المنصور بالله ضد المطرفية، والذين يقومون بتلك الأعمال الإجرامية لا يقاسون ولا يقارَنون، بل ولا يجوز ولا يحل وليس من الإنصاف أن يذكروا عند الإمام المنصور بالله #، في أي صفة من الصفات البشرية والإنسانية، فضلاً عن أن يقارَنوا به علماً أو عملاً أو فضلاً أو زهداً أو عبادة أو شجاعة.

  وليس لهم أيضاً أي مبرر أو مبيح شرعي لارتكاب تلك الجرائم الفظيعة، من قتل الأبرياء، وسفك الدماء، وإخراب المنازل على ساكنيها، وهدم المساجد.

  أما الإمام المنصور بالله # فلسنا بحاجة إلى أن نقيم الأدلة، ونستخرج النصوص في بيان المبرر له، فقد كفانا هو مؤنة ذلك فألف الكتب والرسائل وأجاب على الأسئلة التي وردت عليه بنفسه، وأورد النصوص الصريحة، من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأفعال الصحابية، على ما أقدم عليه، فما على أولئك إلا الرجوع إلى تلك الكتب، كي يسلموا من البهت العظيم، الموجب للإثم والعقاب الأليم.

  أما الإمام المنصور بالله # فلن يضروه بكلامهم، ولن ينقصوا من قدره بتهجمهم، فقد بان فضله وظهر، وذاع صيته واشتهر.