السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[بحث مفيد في تحقيق صحة الأحاديث في فضائل السور من القرآن]

صفحة 193 - الجزء 1

  الفضائل إلا من عصمه الله تعالى، انتهى كلام العلوي.

  قلت: وهذا باطل يجب طرحه والعمل بخلافه لأربعة وجوه:

  الأول: أن قوله [أي: الصنعاني]: وضعه رجل من عبادان ... إلخ غير مصدق، وهل نأمن أن يكون فاسقاً⁣(⁣١) من فساق الأمة أو ملحديها؟! قال ذلك غمصاً في جانب كتاب الله واستنقاصاً لقدره وتهويناً لما ورد فيه وأن فضائله موضوعة مكذوبة ليزهد في قدره - الذي هو فوق ما روي - من لا بصيرة له فأتى بما ظاهره حق عند الجهال، وأما الحذاق فليس له من الحق عندهم لا ذاتاً ولا صورة، وبين أن وضعه لذلك منقبة ترد الناس إلى القرآن مع الإقرار بكذب الحديث، فأي فائدة في فضيلة ظاهرها الصلاح من جذب الناس وباطنها الفساد؟! ولبس الحق بالباطل هذا مع الجهل بحال الرجل ففيه ما ذكرنا.

  الثاني: لو فرض العلم به والنقل إليه فهلا قد صرح أنه كذب على رسول الله ÷ ووجب طرح قوله وجرحه، وقد صح عنه ÷: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» وهل العامل بقوله إلا مصدقاً له وقد كذب ومصدقه مكذب


(١) أي: الرجل الذي من عبادان القائل بأنه وضع هذا الحديث ليرغب الناس في القرآن، والنقاش هنا له لإسقاط كلامه في كون الحديث موضوعاً، والله أعلم.