[بحث مفيد في تحقيق صحة الأحاديث في فضائل السور من القرآن]
  طريقين صحيحين متصلين بأبي بن كعب اجتماعهما في هارون بن كثير قال: حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب، وذكر المتن بطوله مرتين سورة سورة وفضيلة فضيلة، ويرويه إلى الإمام بأسانيد مختلفة متصلة منها ما قد ذكرناه أولاً فكيف يكذب إمام من أئمة المسلمين، بل أئمة رجاله بتصديق كذابٍ قال: كذبت على رسول الله ÷؟!
  الرابع: أن جميع ما ذكرناه من الأذكار القرآنية هنا مختلفة الطرق كما ذكرنا ولم يرجع منها إلى أبي شيء(١)؛ بل تجنبنا طريقه لتكون تلك جميعها شاهدة بصحة حديث أبي، فإن المروج لقبول رجل من عبادان ما(٢) تستبعده الأذهان من جزيل تلك الفضائل، أو توهم الاتكال عليه، وليس شيءٍ من ذلك كما تقدم، ونقطع أن في بعض هذه الروايات ما هو أعظم أجراً مما تضمنه مثل حديث أبي، فإن كان المرجع الصحة فهذه طرقها ويجب الإيمان والقبول، وإن كان المرجع قبُول الأذهان وسوغها فتُكَذَّب هذه كما كُذِّب حديث أبي، ولم يبق للقرآن فضيلة، والفرق تحكم، وإلا وجب القبول سيما وطرقه موجودة، ونكل الأمور على ذي الفضل الواسع والإحسان النافع.
(١) في (أ): ولم يرجع منها شيء إلى أبي.
(٢) فاعل المروج. (هامش ج).