الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  القبلة، ثم ليقل: على ملة رسول الله ÷ وما أنا من المشركين، ثم ليوص كما أمره الله تعالى - يعني يذكر ما له وعليه - ومثل هذا ذكر الإمام الهادي # في أحكام الإمام الهادي # مع تغيير يسير وقال: هذا الكلام فهو شبيه بوصية أمير المؤمنين.
  وندب للمحتضر توديع أهله والدعاء لهم وتطييب نفس كل منهم كما في قصة موت رسول الله ÷ فإنه أوصى نساءه واحدة واحدة مودعاً لكل ثم فاطمة &، وآخر عهده به ممن ودعه الحسنان @ فقال: «اللهم إني أستودعكهما وجميع المؤمنين من أمتي»، ثم لم يسمع منه بعدها غير قوله: «اللهم الرفيق الأعلى والكأس الأوفى»، ثم غمض رسول الله ÷ ورزقنا(١) شفاعته، كل هذا في مصابيح أبي العباس الحسني ¥، وقريب منه في مجموع الإمام زيد بن علي @: ودخل رسول الله ÷ على رجل من ولد عبدالمطلب وهو في السَّوق وقد وجه لغير القبلة فقال ÷: «وجهوه للقبلة فإنكم إن فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة وأقبل عليه الله بوجهه، فلم يزل كذلك حتى يقبض»، رواه في أمالي الإمام أحمد بن عيسى #، وقوله: «بوجهه» أي: برحمته.
(١) عطف على صلى الله عليه ... إلخ.