وندب كتب الاسم على حجر لئلا يلتبس
  له: «﷽، من محمد رسول الله ÷ إلى معاذ بن جبل، سلام الله عليك، فإني أحمدُ الله إليك، أما بعد، فأعظم الله لك الأجر والهدى والصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله ø الهنية، وعواريه المستودعة، يمتع فيها إلى أجل، ويقبضها إلى وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى، والصبر إذا ابتلى، فكان ابنك من مواهب الله ø الهنية، وعواريه المستودعة، متعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير: الصلاة والرحمة والهدى والصبر، ولا يُحبطها جزعك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً، ولا يدفع حزناً، وهو نازل فكان قد، والسلام».
  وفي أمالي الإمام أبي طالب # من حديث مشائخه # قال: أنشدنا مشائخنا بطبرستان لزيد بن الداعي محمد بن زيد، مما قاله وهو محبوس ببخارى بعد قتل أبيه صلى الله عليه:
  إن يكن نابك الزمان ببلوى ... عظمت شدة عليك وجلت
  وأتت بعدها نوازل أخرى ... خضعت عندها النفوس وذلت
  وتلتها قوارع ناكبات ... سُئمت دونها الحياة ومُلّت
  فاصطبر وانتظر بلوغ مداها ... كشفت عنك جملة فتجلت