خاتمة في أحوال الآخرة
  أُحِبّ، قال: فيأتيه ملك الموت # ومعه خمسمائة من الملائكة يحملون ضبائر الريحان معهم، أصل الريحانة واحد، في رأسها عشرون لوناً لكل لون ريح سوى صاحبه، والحرير الأبيض فيه المسك، فيأتيه ملك الموت # فيجلس عند رأسه ويبسط ذلك الحرير والمسك تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة فإن نفسه لتعلعل(١) هنالك مرة بأزواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها، قال: ويقول ملك الموت: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب، وَلَمَلك الموت أشد لطفاً من الوالدة بولدها، فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين»، ثم ساق باقي الحديث في وصف حاله وما يلاقي، وهو طويل، ثم قال في آخره: «إن الملكين بعد سؤاله واحتواش أعماله الصالحة عليه يدافعان القبر من بين يديه أربعين ذراعاً ومن خلفه كذلك وعن يمينه كذلك وعن يساره كذلك ثم يقولان له: ولي الله نجوت آخر ما عليك، قال: والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبداً، ثم يقولان له: ولي الله انظر فوقك، فينظر فإذا باب مفتوح إلى الجنَّة، ثم يقولان له: ولي الله، هذا منزلك، قال: فوالذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبداً»، فقال يزيد الرفاشي - أحد رواته -: وقالت عائشة:
(١) في (ب، ج): تغلغل، وفي بعض كتب الحديث: تعلل، ولعله الأنسب.