خاتمة في أحوال الآخرة
  وفي حديث فيه أيضاً في قوله تعالى: «{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤}[الزلزلة]، أي: شهادتها بما عمل عليها كل أحد»، وهو من حديث أبي أمامة.
  وفيهما من حديث أنس قال: قال رسول الله ÷: «إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى: ميزوا الكفار من المؤمنين، وميزوا أهل النفاق من أهل الإخلاص، وميزوا أهل الزهد من أهل الرغبة، وميزوا المخلصين من المرائين، وميزوا أهل الصدق من أهل الكذب»، فبكى رسول الله ÷ فرفع صوته وهو يقول: «ماذا يلقى أمتي يوم القيامة حتى يميز بعضهم من بعض ثم يرجعون بعضهم إلى الجنَّة وبعضهم إلى النار»، ثم تلا هذه الآية: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ٣٢}[يونس]».
  ومما ورد من الترغيب وذلك ليس إلا مع الإخلاص والعمل مع كون العبد بين رجاء القبول وخوف الرد بما لا يخفى من الأحوال التي لا ينجو منها إلا من عصم الله تعالى، نسأله العصمة والتوفيق والرضا والقبول بحوله وقوّته.
  روى في شمس الأخبار وأمالي الإمام المرشد بالله # من حديث أنس، وقد روى له شاهداً أحمد وأبو داود والحاكم والبيهقي وغيرهم من حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله ÷: «يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت #: انطلق إلى وليي فأتني به فإني قد بلوته بالضراء والسراء فوجدته حيث