السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

وكون الموت خير من الحياة:

صفحة 242 - الجزء 1

  رسول الله ÷ في رجل مات قال: «أصبح هذا قد خلا من الدنيا وتركها لأهلها، فإن كان قد رضي لم يسره أن يرجع إلى الدنيا كما لا يسر أحدكم أن يرجع إلى بطن أمه».

  وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة عن الربيع بن خثيم: «ما من غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت».

  وأخرج أحمد في (الزهد) من حديث ابن مسعود قال: «ليس لمؤمن راحة دون لقاء الله تعالى».

  وأخرج عبدالرزاق في (تفسيره) وابن أبي شيبة والطبراني والحاكم من حديث ابن مسعود قال: «ما من نفس برة ولا فاجرة إلا الموت خير لها من الحياة، إن كان براً فقد قال تعالى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ١٩٨}⁣[آل عمران]، وإن كان فاجراً فقد قال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ} ... إلخ [آل عمران: ١٧٨]»، وهو في (أمالي المرشد بالله #).

  ولا تنافي بين الخبر وما يشابهه وبين حديث كثير بن الحارث مرفوعاً قال: سمع رسول الله ÷ سعد بن أبي وقاص يتمنى الموت قال: «لا تتمنَّ الموت؛ فإن كنت من أهل الجنَّة فالبقاء خير لك، وإن كنت من أهل النار فما يعجلك إليها»، رواه السيد الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني وغيره لاختلاف محل الخيرية، فإن الآخرة خير على الإطلاق، أما المؤمن فيستريح وأما