ومما رود في تخفيف ضمة القبر على المؤمن
  المؤْمِنَين ليلتقيان على مسيرة يوم وما رأى أحدهما صاحبه». وفي رواية: «أنهما يتعارفون كما يتعارف الطير على رؤوس الشجر».
ومما رود في تخفيف ضمَّة القبر على المؤمن
  أخرج البيهقي وابن منده عن سعيد بن المسيب أن عائشة قالت: يا رسول الله إنك منذ حدثتني بصوت منكر ونكير وضغطة القبر ليس ينفعني شيء، قال: «يا عائشة إن أصوات منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين، وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداع فتغمز رأسه غمزاً رفيقاً، ولكن يا عائشة ويل للمشركين بالله كيف يضغطون في قبورهم كضغطة الصخرة على البيضة».
  قلت: وبهذا يصح تأويل الحديث المشهور: «إن للقبر ضغطة لو سلم منها أحد لسلم منها سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته»، فيحمل على ذلك بكونها حقاً لا بد منه كحديث سعد ¦ وخفيفة على المؤمن وشديدة على الفاجر لا بد منه كهذا وهو من تفسير الحديث بعضه ببعض وهو أقدم التفاسير، والله أعلم.
  وقد روى السيوطي قال: أخرجه ابن أبي الدنيا عن محمد التيمي: «إن الدنيا تضم المطيع ضم الوالدة ولدها الغائب عنها كونه خلق منها، برقة وشفقة، وتضم الفاجر بعنف، كونه خالف مولاه، وكله عن أمر الله تعالى لها»، وقال التيمي: إن هذا بين