السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

ومما رود في تخفيف ضمة القبر على المؤمن

صفحة 247 - الجزء 1

  العلماء تأويل مشهور، والله أعلم.

  قلت: لا بأس به وقد أشرنا إلى تأويل نبوي فيه لكنه بقي في النفس شيء من حديث سعد بن معاذ فإن النبي ÷ أخرجه مخرج التخويف في قوله: «لو سلم منها أحد لسلم سعد»، مع تفخيم شأنه وكونه اهتز له عرش الرحمن، فالله تعالى أعلم بالغيُوب، ونسأله السلامة من كل مرهوب، خلا أن المؤمن ليس عليه بعد الموت كربة ولا نوع من التعذيب، كما ذلك مقرر في موضعه، وأحاديث هذه الخاتمة السابقة يدل على ذلك لو لم يكن إلا حديث أنس، الحديث الطويل فيها الذي رواه الإمام المرشد بالله # وأحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم، وفائدة التخويف في حديث سعد ¥ الحث على الأعمال الصالحة وتجنب القبائح، والله أعلم.

  وأخرج الترمذي من حديث أبي سعيد أن رسول الله ÷ قال: «إذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحباً وسهلاً أما كنت لأحب من يمشي على ظهري إليَّ، فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فترى صنيعي بك، فيتسع له مد بصره، ويفتح له باب إلى الجنَّة»، وقال: قال رسول الله ÷: «إنما القبر روضة من رياض الجنَّة، أو حفرة من حفر النيران».

  وروى الديلمي في (مسنده) من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «إذا مات العالم صوَّر الله عمله في قبره يؤنسه