[حياة الأرواح في فترة القبر]
[حياة الأرواح في فترة القبر]
  وكون لأرواحهم أو لهم عمل وكل ذلك إلى الله تعالى، وهو غير ممتنع، وأعمال الآخرة غير موقوف على حقائقها، وغير مقيسة بالأمور المشاهدة الدنيوية؛ فأخرج الترمذي والبيهقي من حديث ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب النبي ÷ خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي ÷ فأخبره، فقال له رسول الله ÷: «هي المانعة، هي المنجية منجية من عذاب القبر»، قال السيوطي وهو المعتمد في النقل: قال أبو القاسم السعدي في كتاب (الإصباح): هذا تصديق من رسول الله ÷ بأن الميت يقرأ في قبره، فإن عبيدالله أخبره بذلك وصدقه ÷ وهو ظاهر.
  وأخرج ابن منده عن طلحة بن عبيدالله قال: أردت مالي بالغابة فآويت إلى قبر عبدالله بن عمرو بن حرام فسمعت قراءة القرآن من القبر ما رأيت أحسن منها؛ فجئت إلى رسول الله ÷ فذكرت له ذلك فقال: «ذلك عبدالله، ألم تعلم أن الله قبض أرواحهم فجعلها في قناديل من زبرجد وياقوت، ثم علقها وسط الجنَّة، فإذا كان الليل ردت إليهم أرواحهم فلا يزال كذلك حتى إذا طلع الفجر ردت أرواحهم إلى مكانها الذي كانت فيه».
  قلت: وقد شوهد ذلك في عصرنا وهو ما نُقل نقلاً مستفيضاً مشهوراً لا يبعد تواتره، وسمعته أنا ممن سمع ذلك، واستثبتّ