السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

ومما رود في تخفيف ضمة القبر على المؤمن

صفحة 248 - الجزء 1

  في قبره إلى يوم القيامة ويدرأ عنه هوام الأرض».

  قلت: والفائدة فيه كون العمل يدرأ عنه هوام الأرض، وأما كون العمل يبرز في القبر لصاحبه فهو مشهور على جهة المجاز التمثيلي في حصول النعيم وضده، روى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في (الحديقة) من حديث عمران بن الحصين قال: سمعت قيس بن عاصم المنقري يقُول: قدمت على رسول الله ÷ في وفد من بني تميم فقال: «اغتسل بماءٍ وسدرٍ»، ففعلت ثم عدت إليه فقلت: يا رسول الله عظنا موعظة ننتفع بها، فقال ÷: «يا قيس إن مع العز ذلا، وإن مع الحياة موتاً، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شيءٍ حسيباً وعلى كل شيءٍ رقيباً، وإن لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئة عقاباً، ولكل أجل كتاباً، إنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي، وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك، ثم لا يحشر إلا معك، ولا تبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحاً، فإنه إذا كان صالحاً لم تأنس إلا به، وإن كان فاحشاً لم تستوحش إلا منه، وهو فعلك»، وهو من أحاديث (الأربعين⁣(⁣١))، والله أعلم.


(١) هي الأربعين الحديث السيلقية التي شرحها المنصور بالله # بكتابه المسمى بحديقة الحكمة.