السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

وكونهم يتزاورون

صفحة 251 - الجزء 1

  وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله ÷: «أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في أنهار الجنَّة حيث شاءت تم تأوي إلى قناديل تحت العرش»، ومثله في شهداء أحد من حديث ابن عباس عند أبي داود وأحمد والحاكم والبيهقي في (الشعب) والأحاديث التي جمعها السيوطي في هذا الباب قريبة من ثلاثين بطرقها ورواتها - أعني في مستقر الأرواح - قال: وإن اختلفت أقوال العلماء في مستقرها فعلى الجملة أنها متفاوتة الدرج والمقامات بحسب تفاوتها في الأعمال، وذلك الاختلاف لا يؤدي إلى تعارض بين الأدلة، وقد حققه ابن القيم، والله أعلم.

  قال: وعلى كل تقدير فللروح بالبدن اتصال بحيث يصح أن يخاطب ويسلم عليها ويعرض عليها مقعدها وغير ذلك، فيكون في الرفيق الأعلى، وهي متصلة بالبدن، وإنما يأتي الغلط هنا من قياس الغائب على الشاهد.

  قلت: وهذا حقّ وهو ما نعتمده ونعتقده، وقد أشرنا إليه فيما سبق.

  قال: وقد رأى النبي ÷ موسى # ليلة الإسراء قائماً يصلي في قبره ورآه في السماء السادسة، فالروح كانت هناك في مثال البدن فلها اتصال بالبدن حيث يصلي في قبره، ويرد على من يسلم عليه، وهو في الرفيق الأعلى، ولا تنافي بين الأمرين.