السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

ولنختم القول في هذا المعنى وهو إن شاء الله غير خال من فائدة واتعاظ

صفحة 252 - الجزء 1

  أقول: مرجع ذلك كله إلى القول بصحة عذاب القبر ونعيمه، ومذهب العترة $ صحة ذلك، فلا يمتنع ما روي، ولا يبعد شيء مما ذكرنا، فمرجعه إلى هذين الأصلين، وما روي من هذه الأفراد فهو تفصيل لما هو معلوم جملة، والله أعلم.

ولنختم القول في هذا المعنى وهو إن شاء الله غير خال من فائدة واتعاظ

  ويجب أن يعلم أن ثمَّ فرقاً بين الشهداء وغيرهم، فالشهداء حكمهم ما أخبرنا الله تعالى سبحانه في كتابه العزيز من أنهم أحياء لا كالأموات، ويحكم بحياتهم الحياة الكاملة، وأما غيرهم فكما قررنا هنا، والله أعلم. ونذيله بفصل يشير إلى يسير من ذكر النار والجنَّة وأهلهما، وبه يتم الكتاب إن شاء الله تعالى.

(فصل) فأما النار نعوذ بالله منها

  فمن رواية قاضي القضاة في شمس الأخبار من حديث أبي الدرداء قال: قال النبي ÷: «يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب، فيغاثون بالحميم وفي كلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم، فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم، فيقولون: ادعوا خزنة جهنم، فيدعون فيقولون: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ٤٩}