وأما الجنة ختم الله لنا بها
  أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، وما من عبد صام رمضان إلا زوّجه الله تعالى زوجة في كل يوم من الحور العين في خيمة من دُرة مجوّفة مما نعت الله به الحور المقصورات في الخيام، على كل امرأة منهن سبعون حلة، ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون يشبه الآخر، وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت موشح بالدر، على سبعين فراشاً بطائنها من إستبرق، وفوق السبعين فراشاً سبعُون أريكة، ولكل امرأة منهنّ سبعون وصيفة لخدمتها وسبعون وصيفة للقيا زوجها، مع كل وصيفة صحنة من ذهب فيها لون من الطعام يجد لآخره من اللذة مثل ما يجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء عليها سوار من ذهب موشح بالياقوت الأحمر»، هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات، وكفى بوعد الله تعالى وإخباره عن سرور أهل الجنَّة حيث قال تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ٥٥} ... إلخ الآيات [يس].
  وقد ذكر الزمخشري في تفسيرها ما يذهب بغيظ المؤمن، وفقنا لذلك إنه القادر عليه، ولنقتصر على ذلك وبالله الإعانة.