المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب
  نكثر؟ قال: «فالله أكثر» أخرجه الإمام المرشد بالله #، ومعناه في المجموع.
  ٢ - وأن يعرف قدر الدعاء وما يدعو به والمدعو تعالى، فإن الدعاء أحد ركني العبادة كما قدمنا، وإن شأنه عظيم كما سيأتي إن شاء الله.
  ٣ - وأن يعرف أن الله تعالى أعظم من يُوقر ويتواضع له، فإذا كان الإنسان في الدعاء فهو بين يدي ملك الملوك تبارك وتعالى.
  ٤ - وليعلم أن الله يبغض الملحّ المُلْحِف إلا في دعائه، وبيده الإيجاد والإعدام، ولا يمل فإن الله تعالى لا يمل حتى يمل العبد، ففي الحديث: «الدعاء هو العبادة»، «ليس شيء أكرم على الله من الدعاء»، «وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء فإن الله تعالى يحب أن يُسأل، ومن لم يدع الله غضب الله عليه»، رواه أبو يعلي والحاكم والترمذي، وشاهده في الأمالي.
  وفي أمالي الإمام أبي طالب #: ما أعطي أحد أربع(١) فمنع أربعاً، ما أعطي أحد الدعاء فمنع الإجابة إن الله تعالى يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة إن الله تعالى يقول: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ...} إلخ [هود: ٩٠]، وما أعطي أحد التوبة فمنع القبول إن الله تعالى يقول:
(١) صوابه: أربعاً.