المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب
  {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى: ٢٥]، وما أعطي أحد الشكر فمنع من الزيادة إن الله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧].
  ٥ - وليكن على هيئة طيبة من طهارة غالباً وخشوع وخضوع وانكسار خاطر فإن الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم، وطيب مكتسب وملبس ومأكل، وإخلاص وما يناسب ذلك، أخرج أبو طالب # من حديث علي #: (من أحبّ أن تستجاب دعوته فليطب مكسبه).
  ٦ - وأن يكون مرضي العمل صالحه، ففي شمس الأخبار من حديث علي # أيضاً مرفوعاً: «إن الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر»، ومن حديث الحسن ¦ مرفوعاً: «إن الله تعالى لا يقبل دعاء عبد حتى يرضى عمله».
  وأن يكون اعتماده على الله تعالى قاطعاً علائق المخلوقين، أخرج أبو طالب في أماليه من حديث أمير المؤمنين # مرفوعاً: (إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا عند الله تعالى، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإن في القيامة مواقفاً كل موقف مقام ألف سنة، ثم تلا هذه الآية: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤}[المعارج]).