المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب
  حفظت تراكيبها بركة وسر عظيم، من دون توغل في التقطيع والتسجيع، والتنطُّع والتصنع.
  ولا يقال: تركه والاستغناء عنه بالقرآن أولى؛ لما فيه من المغزى النافع والسر في الحاجات، ولكلٍّ فضل وإلا لما احتيج إليه، ولا حث الشارع عليه، ولا دخل في صلب الصلاة وزاحم القرآن.
  وأما فضائله فهي كثيرة جمَّة تستخرج من أبواب الذكر الآتية إن شاء الله تعالى، فذكرها هنا تكرير، ومنها ما في أمالي المرشد بالله # بإسناده: أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأتني بشيء أتشبث به قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى»، وأخرجه كثير من الحفاظ(١) مثل الترمذي والحاكم وغيرهما.
  وفي (كنز الرشاد) للإمام الحافظ الزاهد عزالدين بن الحسن # من حديث معاذ أنه قال(٢): يا رسول الله أوصني، قال: «عليك بتقوى الله ما استطعت، وذكر الله عند كل شجر وحجر، وما عملت من سوء فأحدث له توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية»، أخرجه أحمد وغيره.
(١) وفي (ب): وأخرجه الحفاظ مثل ... إلخ. وفي (ج): وأخرجه من الحفاظ مثل ... إلخ.
(٢) في (ب، ج): أنه قيل.