(فصل) في صلاة الحاجة
  كتب الله ثم وضع جبهته على الأرض ثم قال: ربّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، غفر الله له ما لم يكن مظلمة فيما بينه وبين عبد مؤمن فإن ذلك إلى المظلوم».
  وفي الاعتصام من حديث كعب بن عجرة أنه ÷ أمر كعب بن مالك حين تاب الله عليه أن يصلي سجدتين فيكون ذلك عند البشارة شكراً ويدعو بما أحب سيّما ما في أمالي الإمام أبي طالب # من حديث طويل: «اللهم تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وثبت حجتي، وأجب دعوتي، وسدد لساني»، وهو في حديث ابن عباس مرفوعاً، وقد ذكرناه مستوفى في موضعه.
  وفيه من حديث علي # قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه، ثم تاب غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر ورمل عالج»، قال الإمام أبو طالب: المراد أن يقول ذلك ويضم إليه عقد القلب في الندم على ما كان منه والعزم على ترك أمثاله لا يصح غيره.
  وفيه من حديث أنس في قصة طويلة في رجل تاب فقال له النبي ÷: «قل: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: من قاله غفرت ذنوبه»، فقام إليه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ألهذا الرجل خاصة أم لأمتك عامَّة؟ فقال: «هو لذلك الرجل خاصة ولأمتي عامَّة».