[شبهة وجوابها في قوله تعالى: {فمنهم شقي وسعيد}]
  وكذا ما فرض الله للابن والبنات، والزوج، والزوجة، والإخوة، والأخوات، والأب، والأم، من الميراث، وهذا تلاعب بالدين، وهدم للشرائع، وخلاف إجماع المسلمين من أولهم إلى آخرهم، وخلاف ما علم من دين الأنبياء À ضرورة.
  وخلاف ما علم من الدين ضرورة كفر.
  وسواءً بعد التخصيص أو قبله، بل التخصيص دليل على إرادة استيعاب العموم، وأنه لولا إخراج من أخرج بالتخصيص لدخلوا فيدل على استيعاب من لم يخصص.
[شبهة وجوابها في قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}]
  فإن قيل: فما تقولون في قول الله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ١٠٦ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ١٠٧}[هود].
  قيل له: إن الله قسَّم أهل البعث قسمين فقال: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} ثم قال: {وَأَمَّا الَّذِينَ سَعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[هود: ١٠٨]، فلما قال: غير مجذوذ، وقد أجمعت الأمة على خلود أهل الجنة علمنا أنه استثنى المدَّة الواقعة قبل الدخول؛ لأنَّ الاستثناء في القسمين مستوٍ، ولأن الآيات المتقدمة مصرحة بالخلود، وعدم الخروج.
  فإن قيل: إن الاستثناء لأهل الكبائر غير الكفار كما يقوله بعض المرجئة.
  قيل له: لو قال: (إلا من شاء) كان هذا محتملاً، لكنه استثنى بعض المدة المحكوم بها للكل المؤمنين، والكفار، والفساق.
  ولتنافيها مع الأدلة المتقدمة سيما قوله تعالى: {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ٨٠ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئاتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨١}[البقرة]، فإنه رد على من قال أياماً معدودة،