[بحث في آية المشيئة: إن الله لا يغفر أن يشرك به ...]
  ويؤيد هذا - أعني أن الكبائر شرك - أن آية المشيئة بعد قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} ... الخ الآية [النساء: ١١٥]، ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}[النساء: ١١٦].
  نعم، وقوله تعالى: {فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}[التوبة: ٩٦]، وكذا قوله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ}[النساء: ١٤٨]، {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}[آل عمران: ٣١].
  فشرط في محبته لهم الإتباع {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: ٢٢٢].
  وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[لقمان: ١٨]، وكذا قوله تعالى: {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}[البقرة: ٢٠٥]، {وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}[الزمر: ٧].
  وكذا قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئَةً عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}[الإسراء: ٣٨]، بعد قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم}[الإسراء: ٣١]، {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى}[الإسراء: ٣٢]، وقوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ}[الإسراء: ٣٣]، وقوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ}[الإسراء: ٣٥]، وقوله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا}[الإسراء: ٣٧]، وقوله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦]، ثم قال بعدُ: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئَةً عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}[الإسراء: ٣٨].
  وقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا}[النساء: ٣٦]، وكذا قوله تعالى: {ولَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}[النساء: ١٨]، وجه دلالة هذه الآية أنه نفى عن الذين يعملون السيئات قبولها، يعني أنه لا يغفر لهم؛ لأنَّ القبول هو المغفرة، فكيف بغير التوبة.
  وكذا قوله تعالى: {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[آل عمران: ٥٧]، وكذا قوله: {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}[المائدة: ٨٠].
  وكذا قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ}[النساء: ٩٣]، والغضب ينافي المشيئة، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ