القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[بحث في آية المشيئة: إن الله لا يغفر أن يشرك به ...]

صفحة 132 - الجزء 1

  يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}⁣[البقرة: ١٩٠]، وكذا قوله: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}⁣[البقرة: ٢٧٦]، وهذه في الربا، وكذا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}⁣[الحج: ٣٨]، و {وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}⁣[الأعراف: ٣١]، {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}⁣[الأنفال: ٥٨]، {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}⁣[النحل: ٢٣]، {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}⁣[القصص: ٧٦]، {وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}⁣[القصص: ٧٧]، {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٦٢]، {فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}⁣[التوبة: ٩٦].

  فقد عدد في الآيات كثيراً من الكبائر مخبراً أنه لا يحبها، ولا يحب فاعليها، فهي وفاعلوها خارجون عن المشيئة.

  وبعضها عامة كالفاسقين، والظالمين، والمفسدين.

  وبعضها خاصة كالمسرفين، والخائنين، والمستكبرين، والمعتدين، وفاعل الربا، والفرحين، والمختال.

  فالفاسق عام لكل عاص، وكذا الظالم والمفسد.

  وشرط في محبة الله إتباع النبي ÷، والعاصي مخالفٌ.

  وكذا الروايات في الذين يطردون عن الحوض؛ لأنهم غيروا، وكذا الذين لا ينظر الله إليهم، والذين قال في حقهم: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً، والذين لا يريحون رائحة الجنة، فكل من عددهم في هذه الروايات خارجون عن المشيئة، فدل على أن أهل الكبائر خارجون من مشيئة الله، فلم يبق إلا الخطأ.