القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

مقدمة

صفحة 21 - الجزء 1

  أما تبيينه بالكتاب فقد بَيَّنَهُ الله تبارك وتعالى في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب: ٣٣].

  والمراد بها: عليٌّ وفاطمة والحسنان؛ لأنَّ النبيَّ ÷ حين نزلت الآيةُ لَفَّ عليهم كساءَهُ، وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»⁣(⁣١)، فقد تواترت الروايات من طريق أهل السنة والشيعة بهذا.

  فإن قيل: الآية في سياق الزوجات.

  قيل له: لو أرادهن لأتَى فيه بضمير الإناث، وقد زاده رسولُ الله ÷ توضيحاً بلَفِّ الكساءِ عليهم، وخصهم به.

  فإن قيل: هذا خاص بأهل الكساء.

  قيل له: أهل البيت بمعنى الآل؛ لأنهما يستعملان بمعنى واحد، وفي مدلولٍ واحدٍ لغةً وعرفاً، وبدليل تصغيرهما على أُهَيْل، والآل هم الذرية قال الله تعالى:


(١) حديث الكساء هو الخبر النبوي المفسر لآية التطهير النازلة في الخمسة $، وممن رواه من أهل البيت (ع) وشيعتهم (ض): الإمام القاسم الرسي (ع) في مجموعه [٢/ ٦٢٠] والإمام الهادي (ع) في المجموعة الفاخرة [٥٨٣]، والإمام أبو طالب في الأمالي ص ١٩٢ رقم (١٣٤)، والإمام المرشد بالله (ع) في الخميسية ١/ ١٤٨، والإمام المنصور بالله (ع) في الشافي [١/ ٢١٢]، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين ص ١٩٣، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢/ ١٠ - ٩٢ تحت الأرقام من (٦٣٧) إلى (٧٧٤)، وغيرهم.

وممن رواه من العامة: مسلم في صحيحه [٤/ ١٨٨٣] رقم [٦١ - (٢٤٢٤)]. والترمذي في سننه [٥/ ٣٥١] رقم (٣٢٠٥)، وصححه الألباني. وابن أبي شيبة في مصنفه [٦/ ٣٧٠] رقم (٣٢١٠٢)، وأبو داود في سننه [٤/ ٤٤] رقم (٤٠٣٢)، والحاكم في المستدرك [٢/ ٤٥١] رقم (٣٥٥٨) وابن راهويه في مسنده [٣/ ٦٧٨] رقم (١٢٧١). وأحمد في المسند [٢٨/ ١٩٥] رقم (١٦٩٨٨)، والطحاوي في مشكل الآثار [٢/ ٢٣٦] رقم (٧٦٢)، وعبد بن حميد في المنتخب [١/ ١٧٣] رقم (٤٧٥)، والبزار في مسنده [٦/ ٢١٠] رقم (٢٢٥١). وابن حبان في صحيحه [١٥/ ٤٣٢] رقم (٦٩٧٦). والطبري في تفسيره [٢٠/ ٢٦٣]. وابن أبي حاتم في تفسيره [٩/ ٣١٣١] رقم (١٧٦٧٣). والثعلبي في تفسيره [٨/ ٤٢]. والواحدي في تفسيره الوسيط [٣/ ٤٧٠] رقم (٧٥٠). والبغوي في تفسيره [٣/ ٦٣٧] رقم (١٧٠٨). والزمخشري في الكشاف [١/ ٣٦٩] تفسير آية المباهلة. والرازي في مفاتيح الغيب [٨/ ٢٤٧] في تفسير آية المباهلة، وقال عقيبه: «واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث». وغيرهم.