القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

كتاب التوحيد

صفحة 32 - الجزء 1

كتاب التوحيد

  

  ١ - الحمدُ للهِ في بدءِ النِّظَامِ وفي ... خَتْمِ المقالاتِ لا يُحْصَى لَهُ عَدَدُ

  ٢ - ولا لَهُ أَمَدٌ تُنْهِيهِ غَايتُهُ ... ولا تُحِيطُ بِهِ الأَقلامُ والمددُ

  ٣ - وهو الذي خلق الأشيا وأبدعها ... ولا يُشَارِكُهُ في خلقهاِ أَحَدُ

  ٤ - ولا لَهُ خَالِقٌ رَبٌّ فيعبدهُ ... ولا لَهُ أَوَّلٌ حَقًّا وَلا أَمَدُ

  ٥ - وليس جسماً له جرم ولا عرضاً ... وليس نوعاً ولا جنساً له عدد

  ٦ - وَلا يُشَابِهُهُ شَيءٌ وَلَيْسَ لَهُ ... أُمٌّ وصَاحبةٌ كَلاّ ولا وَلَدُ

  هذا شروع في باب التوحيد، وفي هذه الأبيات ثلاث مسائل:

  الأولى: إثبات الصانع، الثانية: نفي التشبيه، الثالثة: إثبات القدم، وأنه لا يجوز عليه الفناء والعدم.

  ولما كان الله لا يُعرف بالعيان، وإنما يعرف بالنظر في مخلوقاته التي تدل على وجود صانعها لزم أن نقدم موضوعاً في استحسان النظر، ووجوبه، ثم نشرح المسائل الثلاث.

  فنقول: اعلم أيها الطالب للنجاة الذي يحب لنفسه الخير، ويكره لها جميع أنواع الشرور، الذي يُتْعِبُ نَفْسَهُ في هذه الدار، ويتحمَلُ فيها المشقات الشاقة، التي يُبْهِظه حملُهَا، بل قد يُعَرِّضُها للأخطار والمهالك، من أجل طلبِ خيرٍ مرجو، قد يصيبه وقد لا يصيبه، من أجل خيرٍ حقيرٍ تنتهي مدتُه، وتنقضي عدتُه، عمّا قليلٍ تفارقه.

  وإذا أصابك مرضٌ أو عَرَضٌ فإنَّك تَبذُل الغالي والرخيص في محاولة الخلاص مِمّا أصابك، وتبحثُ عن الأطباء الذين لهم مهارةٌ كاملة في معرفة الأمراض والدواء الناجح، وتُسافر الأقطار، وتَتحمل الْحُمالات والمشقات والغربة من أجل رجاء وأملٍ غيرِ مضمون، للتخلص مما أصابك أو أصاب أي