[الجواب على ما يرد على قولنا: إن صفات الله ذاته]
  الاشتراك إلا في التسمية فقط، وهي لا تستلزم التشبيه والمماثلة كما إذا سميت رجلاً بطلحة فإن هذه لا تستلزم المشابهة بين الرجل وبين الطلحة - وهي الشجرة المعروفة - وهذا واضح.
  وجواب آخر كنت قد أجبت به في مكان آخر ورأينا ذكره هنا لتعميم الفائدة: أن التشبيه إنما يقع بحصول معنى في الذاتين أو الذوات به تصير الذوات جنساً واحداً أو نوعاً أو متشابهات كما مر، ونحن لم نقل: إن الله يعلم بعلم، ويقدر بقدرة، وكذا لم نقل في البواقي، ونقول في المخلوقين: إنهم يعلمون بعلم مخلوق، وكذا في البواقي، فلم نثبت الأمر الجامع لله ولغيره حتى يلزم ما ذكرتم، ولأن العالم منا إنما يعلم بعلم خلقه الله ويقدر بقدرة خلقها الله فهو في الحقيقة مُعْلَم ومُقْدَر، ولأن علمنا بمقادير الحرارة ونحوها من الملموسات، والمطعومات بواسطة اللمس والحس، والله يعلم بغير هذه الواسطة، فهو يعلم مقدار الألم فينا، واللذة، والغم، والحزن، ومقدار حلاوة الحالي، وكذا سائرها من غير لمس، أو إحساس، ومقدار الألم بدون تألم، واللذة بدون تلذذ بخلافنا، فإذا كان العالم منا إنما هو مُعْلَم، ولم نشترك في الأمر الجامع، واختلف الإدراكان لم يقع التشبيه سيما وعلمنا عرض يحصل ويزول، وعلم الله ثابت، غير عرض، حاصل في الأزل، دائم، وعلمنا في الوقت الواحد لا يكون إلا بمعلوم واحد ثم يزول، وعلم الله بالكائنات كلها في الأزل، ويدوم، وليس بشيء، وإنما هو بمعنى أن المعلومات لا تخفى عليه، وكذا بقية الصفات، فلم يحصل الاشتراك إلا في التسمية كما قدمنا في الذات.
[الجواب على ما يرد على قولنا: إن صفات الله ذاته]
  وبقي إشكال قد يشكل على بعض الطلبة، وقد يُلَبِّسُ به بعض المشككين على المذهب الزيدي، وحاصله: أنا نقول: إن صفاته ذاته، وهي العلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والحياة، فيلزم على هذا أن العلم هو الله، والقدرة هي الله،