[الدليل على عدم الآلة في حق الله تعالى]
[الدليل على عدم الآلة في حق الله تعالى]
  وإنما لم نثبت له آلة؛ لأنه لا دليل عليها.
  ولأنها لا تخلو إما أن تكون قديمة أو محدَثة، إن كانت محدَثة لزم أن يكون الله جاهلاً، وعاجزاً، وغير حي في الأزل، ثم لا يخلو: إما أن يكون هو الذي أحدَثها لنفسه، أو غيره، إن كان هو فلا بد قبلُ أن يكون قادراً، وعالماً، وحياً إذ لا يستطيع أن يحدثها، وهذه الصفات مسلوبة عنه، وكيف يستطيع أن يوجدها فيه وهو ليس حياً، ولا قادراً ولا عالماً.
  وإن كانت ثابتة، وموجودة فيه، فلا يحتاج إلى إيجادها بل هو من تحصيل الحاصل.
  وإن كان الموجد لها غيره لزم أن يكون محدَثاً؛ لأنَّ من جملة الصفات الحياة، والوجود أيضا، وكيف يكون رباً والذي أحياه غيره، وأوجده؟!
  وإن كانت هذه الصفات قديمة لزم قدماء مع الله، ولزم أن تكون كل صفة قادرة على جميع أنواع المقدورات، عالمة بجميع المعلومات، وكذا بقية الصفات الإلهية إذ لا فرق بين قديم وقديم، والفرق تحكم، وتخصيص بدون مخصص، فتكون آلهة.
  فإن قيل: لا تكون آلهة إلا إذا كان لها مخلوقات تكون آلهة لها.
  قيل له: لنا عن هذا جوابان:
  إما أن نقول: إن الإله هو الذي اتصف بصفات الكمال، وإلا لزم أن لا يكون الله إلهاً قبل خلق المخلوقات، وهذا الذي اختاره الأمير الحسين #.
  والجواب الثاني: أن نقول إن الله خلق الخلق وليس له حاجة إلى خلقهم، فلا بد أن تكون الحكمة هي التي دعت إلى خلقهم، فلا بد لهؤلاء أن تدعوهم الحكمة إلى الخلق؛ لأنهم مثله في جميع الصفات.
  أما أنه يلزم أن يكون لله أنداد، وأشباه، وأمثال فمما لا شك ولا ريب فيه.
  وأما المخلوقون فإن خالقهم هو الذي خلق لهم آلات يقدرون بها،