[كلام المعتزلة في صفات الله والجواب عليهم]
  ويعلمون، ويدركون، وجعلها خاصة بأشياء دون أشياء، فلم يكن تحكماً، ولا تخصيصاً بدون مخصص.
  فهذا الذي يلزم الصفاتية الذين جعلوا لله معاني قديمة، ومن قال بقولهم، وكذا من قال إن كلام الله قديم.
  وبطلان قدم القرآن، وجميع كلام الله واضح ضروري، كيف وهو حروف لها أول وآخر، وتارة يسبق حرفَ السين حرفُ الباء نحو: {بِسْمِ اللهِ} وتارة العكس نحو: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ}[سبأ: ١٥]، وهكذا بقية الحروف، ولا ينكر هذا إلا الذي لا يعرف الحدوث، والقدم، أو المتعصب تعصباً أعمى، تفضحه المشاهدة كالذي يدعي أن الناقة جمل.
  ولما كانت الأشاعرة أذكياء يعرفون أن مثل هذا لا يتمشى، ولا ينفق عند كثير من الأغبياء - فضلاً عن الأذكياء - حاولوا الخروج من هذا المأزق، ولكنهم فروا إلى غير مفر.
  فالمستجيرُ بعمرو عند كربته ... كالمسْتَجِيرِ مِنْ الرَّمْضَاءِ بالنَّار
  فأثبتوا لله الكلام النفسي، وقالوا بقدمه، ولنا معهم دورٌ سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
  والعجب من مثل هؤلاء الأذكياء كيف أوصلهم التعصب إلى هذه المواصيل والتغريرات على من لا يفهم، كما تخبطوا في الكسب الذي أسسه لهم أبو الحسن الأشعري حين فرَّ من صريح الجبر الذي صرح به جهم بن صفوان؛ ففروا إلى غير مفرّ أيضاً، وما استطاعوا أن يُبيِّنوا ما هو ولا أظن أبا الحسن الذي أسسه يعرفه هو فضلاً عن أتباعه، ولنا معهم فيه دور سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
[كلام المعتزلة في صفات الله والجواب عليهم]
  هذا، وأما المعتزلة فبعضهم جعل لله مَزِيَّة بكونه قادراً وعالماً وكذا سائرها، وهؤلاء الذين يثبتون المزايا، وبعضهم يثبتون الأحوال ويقولون: لله حالة بكونه