[الجواب على البهشمية]
  قادراً غير حالة كونه عالماً، فإن أرادوا بهذه أموراً اعتبارية، ولا يثبتون شيئاً غير الله، وإنما يريدون أن مفهوم العلم غير مفهوم القدرة فلا ضير، وإلا فليس لهم دليل على ما يدعونه.
[الجواب على البهشمية]
  وأما البهشمية فقالوا: إن صفات الله غير هذه، وقالوا: إن الصفات هي ثبوت العلم لله، وثبوت القدرة، وكذا سائرها، ويعبرون عنها بالقادرية، والعالمية، والحيية، والوجودية.
  ويقولون: إن هذه هي الصفات، وليست هي الله، ولا غيره، ولا شيء، ولا لاشيء.
  ويقولون في غير الله: إن القدرة هي التي أثرت في القادرية، والعلم في العالمية، وأن القدرة علة في القادرية علة موجبة، وليست بفعل فاعل، وكذا العلم.
  وقد يحتجون على أنها ليست بالفاعل بل بالعلة - وهي القدرة والعلم - أنه لا يمكن سلب القدرة وبقاء القادرية، ولا العكس، وكذا العلم والعالمية، فثبت أن القدرة هي العلة المؤثرة في القادرية، وكذا سائرها.
  ويقولون: إن العلة لا تتقدم معلولها وجوداً بل رتبة، وكأنهم لا يريدون بالتأثير إلا التلازم بينهما.
  والجواب والله الموفق للصواب: أن ليس لله قدرة، ولا علم حقيقة حتى يؤثرا فيما زعموا، وكذا سائر الصفات، وليس إلا مجرد الذات قادرة عالمة ... الخ الصفات إن جعلوا هذا في حق الله، وإن أثبتوا له قدرة، وعلماً حقيقة لزمهم ما ألزمنا الصفاتية.
  وإن جعلوها في حق غير الله، فالجواب: أن سلبها سلب للعلة، فسلب القادرية سلب للقدرة؛ لأنَّ القادرية حصولُ أو ثبوت أو وجود القدرة، وسلب هذه الصفة سلب لها، لكن لا يلزم أن لا تكون بفاعل غيره، وهو الله سبحانه وتعالى.