القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الجواب على الآيات التي ظاهرها التشبيه]

صفحة 74 - الجزء 1

  ولأنه يلزم أن يَثْبُتَ له ما ثبت لله من الصفات، فيكون مثله لعدم المخصص بين قديم، وقديم.

  ولأنه يلزم أن يكونا محدَثين؛ لأنَّ الظرفية، والمظروفية من صفات الحدوث، للاختلاف، وللتقدير، كما أوضحناه سابقاً، وهذا تناقض؛ لأنهما يصيران قديمين محدَثين، ولو أمكن قديمان مختلفان لأمكن قدماء كثيرون، ولو أمكن ذلك لأمكن أن يكون العالم كله قديماً.

  ٢٤ - أيضاً وليسَ لهُ عُضوٌ وجَارحةٌ ... وجهٌ وعَينٌ ولا جَنبٌ لهُ ويَدُ

  ٢٥ - لأن هذا هو التكييف وهو مع الـ ... حدوث والضعف لا ينفك يطرد

  في هذه الأبيات نفي الجوارح التي هي الوجه، والعين، والجنب، والأيدي، ونحوها، وإنما قلنا: وليس له يد، ولا وجه، ولا جنب، ولا عين، ولا جارحة من الجوارح كلّها حقيقة؛ لأنَّه لو كان له يد حقيقة لكانت مكيفة لها مقدار طول، وعرض، وعمق، ملونة، وكذا الوجه لا بد له من مقدار طولاً، وعرضاً وعمقاً ولون، وكذا العين لا بد لها من مقدار طولاً، وعرضاً وعمقاً ولون إما أسود، أو أخضر، أو أزرق، أو أحمر، ولا يمكن أن يكون لها مقدار دون مقدار، ولا لون دون لون وهو يجوز أن يكون لها ألوان، ومقادير كثيرة إلا باختيار مختار، وإلا فهو تخصيص بدون مخصص، فتكون محدَثة ويكون الله محدَثاً؛ لأنّه مكيف.

  وليس لنا دليل على حدوث السموات والأرض إلا كونها مكيفة، أجساماً، جائزة الوجود، لا بد لها من الحركة، أو السكون، وهذه دلائل الحدوث في كل جسم، وإذا أمكن أن يكون الله جسماً، مُكيَّفاً، قديماً بطل حدوث العالم، وإذا بطل حدوث العالم لم يحتج إلى صانع، فتبطل الإلهية.

[الجواب على الآيات التي ظاهرها التشبيه]

  فإن قيل: إنه قد ذكر في القرآن أن له وجهاً وعيناً، وجنباً، ونحوها.

  فالجواب عليهم من وجوه: