التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الفقيه الشهيد حميد بن أحمد المحلي:

صفحة 244 - الجزء 1

  نشر معالم الدين على منهاج الأئمة الهادين، كقوله الذي رواه عنه الإمام عز الدين بن الحسن # في المعراج وهو:

  ولولا ثلاثٌ هنّ من عِيْشَةِ الفتى ... وجدّك لم أَحْفَلْ متى قام عوَّدي

  فمنهنّ خَلْطُ الخيل بالخيل ضَحْوَة ... على عَجَل والبيض بالبيض ترتدي

  ومنهنّ نشر الدين في كلّ بلدة ... إذا لم يقم بالدين كل مبلّد

  ومنهنّ تطهير البلاد عن الخنا ... ورحض أديم الأرض من كل مُفْسِدِ

  بذلك أوصاني أبي وبمثله ... أُوصِي بنيّ أَوْحَداً بعد أوحد

  والبيت الأول لطرفة بن العبد عدّ بعده خصاله الثلاث اللاتي لولاهنّ لما بالى بالحياة تركتها اختصاراً، وهنّ في معلّقته ومحصولها: شرب الخمر، والكرّ على الخيل، والعكوف مع الحسناء، فعارضه الإمام بخصاله هذه، وكلّ ينفق مما عنده كما قال الوصي #: قيمة كل امرء ما يحسنه⁣(⁣١)، وكلّ إناء بالذي فيه ينضح⁣(⁣٢)، وحسبك أن الإمام # لما وصلت قصيدته البائية بغداد أغلق الخليفة العباسي بابها ثلاثة أيام لانخلاع قلبه من الفزع، وعندهم ألوف من العساكر العظام، حسبوا أن الإمام في أثرها.

  هذا، والجدُّ الجامع لبني حمزة هو الأمير الشهيد حمزة بن الإمام النفس الزكية أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن، ويتفقون هم وأولاد الهادي في الحسين بن القاسم بن إبراهيم $، قال في البسامة:

  وفي ابن حمزة عبدالله حازمنا ... وخير داع دعا منا ومفتخر

  جاءت بمعضلة نكداء رائعة ... وصاولت مَنْ غدا بالمكرمات حري


(١) النهج ٨١: قصار الحكم.

(٢) عجز بيت أوّله: وحسبكم هذا التفاوت بيننا.