التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين (ع)

صفحة 307 - الجزء 1

  الزلف:

  ٦١ - وفي شرفِ الدينِ الإمامِ ابنِ شمسهِ ... تَبَيَّنَ سرٌ للإمامةِ لامِعُ

  التحف:

الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين (ع)

  هو الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى $، ولما توفي الإمام محمد بن علي الوشلي فزع أتباعه إلى السيّد العلامة علي بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد فطلبوا منه القيام فلم يسعدهم إلى ذلك، فاجتمعوا إلى الإمام شرف الدين فبايعوه في حادي عشر يوماً من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة، في أيام الإمام الحسن بن عزالدين كما أَسْلَفْتُ لك.

بحث في قيام إمامين:

  ومهما كان المتعاصران قد بلغا رتبة الإمامة، وتحلَّيا بجلباب الزعامة، فالأحقّ والأولى الحَمْلُ على السلامة، لأنَّ كلّ واحد منهما يريد إصلاح الأمة، وَلِتَحَتُّم وجوب القيام عليه عنده، ولا شكّ أن الإمام في نفسِ الأمر واحد، ولكن الله يقول: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ}⁣[الأحزاب: ٥]، وإنما قلنا إنه واحد في نفس الأمر لقيام الأدلّة عقلاً ونقلاً.

  أما العقل: فلأن قيام إمامين موجبٌ للإضطراب والفساد، واختلال نظام العباد، إذ النظر إلى الإمام فيما مرجعه إلى مصالح المسلمين والإسلام، ومن المعلوم اختلاف الأنظار وتغاير الآراء، فقد يرجِّحُ أحدُهما أمراً والآخرُ خلافه، ويظنّ أحدُهما الصلاح في شيء والآخر عكسه.

  وأما النقل: فلو لم يكن إلا الإجماع على جواز الإمام الواحد، والخلاف في