المقدمة
  وليتيقن كل فرد منا أن هذا واجب ديني تجاه نبينا وشريعته الغراء، كيف لا وقد أمر بذلك حتى من كان قبل خلق نبينا محمد ÷ في قول الله ø: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ٨١ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٨٢ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ٨٣}.
  اعلم أخي أن الدعوة إلى الله نور يمشي في الأرض وتحمله ثلة قليلة وتواجه عقبات كثيفة بلا حدود ومع هذا ينتشر، وأن الدعاة إلى الله هم هداة البشرية، وإلى طريقها إليه وهم حملة مشاعل الهدى والضياء، وهم حماة المثل والأخلاق والقيم المحمدية، وأن الخطابة كلمات تقيم مبادئ وتنعش أرواحا وتحرك أجيالا وتبني شعوبا.
  الخطابة هي التي صنعت الشعوب الإسلامية المؤمنة، وبعثت روح الخير والعمل والحق والثقة بالله ø عند البشرية، وضمنت للإنسان كرامته وعزته.
  إخواني، لقد اختلفت رسالة المنبر المحمدي على أصحابها وليس من الممكن اصلاح حال أمتنا إلا بالعودة إلى المنبر الذي يصدر عن فكر واحد وهو الفكر المحمدي.
  نعم، إن الأمة الآن بحاجة ماسة إلى خطباء جهابذة يملكون المشاعر ويستولون على العواطف، بحاجة إلى خطباء همهم عرض الرسالة الحقة عرضا قويا مؤثرا، خطباء يشرحون المنهج الرباني، ويوضحون الطريق بحرارة وجاذبية وإقناع، خطباء يجلجلون في المجامع العامة بنبرة الحق ونغمة الصدق وكلمة العدل، ويفجرون ينابيع البيان، ويأخذون الأرواح طواعية، ويأسرون النفوس أسرا.
  إخوتي إن الخطيب المصقع يعلن الحق وينوره، ويحطم الباطل ويمحوا أثره؛ لأن لسانه يتدفق بالحجج، وتنساب نغماته في الأرواح انسياب الماء في العود.
  أخي الداعية حتى تكون داعية نافعا وخطيبا مؤثرا هناك آداب وتعاليم وخطوط وبنود ونقاط لابد لك من ارتشافها والتقلد بها فقد دلنا عليها الله جملة بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ